dr/mohamadmoneim
عدد المساهمات : 18 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 18/09/2010
| موضوع: المضادات الحيوية.. قليلها شاف وكثيرها قاتل الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 12:22 pm | |
|
المضادات الحيوية.. قليلها شاف وكثيرها قاتل
ذلك الدواء الساحر الذي يستخدمه الكثير مع أي وعكة صحية بسيطة بدءا من نزلات البرد والزكام والتهاب الحلق وغيرها من الأعراض أيا كان نوعها.
والتي تجعلك تفكر مباشرة فيه كحل أمثل وسريع للشفاء.. وبينما ينفي البعض تناوله إلا عند الضرورة القصوي, ويؤكد آخرون استخدامه المتكرر, إلا انه في الحالتين غالبا ما يستخدم بدون وصف طبيب مختص. ولهؤلاء خبر غير سار يؤكده المتخصصون باعتبار المضادات الحيوية السبب الرابع للوفاة لارتفاع نصيبها من الأعراض الجانبية ودرجة السمية التي تطول مختلف أجهزة الجسم وأخطرها رفع إنزيمات الكبد والكلي. والسؤال هو: متي يتناول المضاد الحيوي؟ المضادات الحيوية تلعب دورا هاما في علاج العديد من الأمراض, وذلك إذا استخدمت الاستخدام الأمثل باستشارة طبيه فلكل مريض نوع مناسب لحالته, وفترة وجرعة محددة لإعطائه, وهو ما يجهله الكثير ليتعامل وكأنه أمام أصناف متنوعة وشهية من الحلويات بدون وعي بأضرار سوء استخدامه التي قد تودي بحياة المريض. ولا تقتصر مخاطر المضادات الحيوية فقط علي الجهاز السمعي والاتزان والتي يظهر تأثيرها التراكمي مع تناولها لمدة طويلة, فقد تمتد أيضا لتتسبب في نقص مناعة الجسم بجانب تكوين سلالات مقاومة لا تستجيب لها وبالتالي تضعنا أمام عدوي شديدة يصعب علاجها. وتكمن الخطورة الأكبر بالنسبة للأطفال فأكثر من40% منهم يتلقون مضادات حيوية غير ضرورية وفقا لتقدير بعض الدراسات الحديثة, وهو ما يدخلهم في دائرة الأعراض السلبية للدواء. كما يمتد تأثيرها علي الجنين لذا تمنع السيدة الحامل وخاصة في الشهور الثلاثة الأولي من استعمال أي من المضادات الحيوية إلا بعد استشارة الطبيب. وهنا لابد من الانتباه ايضا لتخفيف الجرعة بالنسبة للمرضي كبار السن, والتعامل الحذر عند تناولها مع المسكنات أو مضادات الفطريات. وكذلك مرضي الفشل الكلوي والكبدي الذين يتوجب عليهم إجراء تحاليل وظائف الكبد والكلي بين الحين والآخر. وإذا كنت مع الاعتقاد السائد أن المضاد الحيوي يعالج أي التهاب ويؤخذ لأي مرض, فأنت مخطئ, كما يقول الأطباء, حيث تقتصر فعاليته فقط علي الأمراض الناشئة عن البكتيريا, في حين إن اغلب الأمراض التي تصيب الإنسان تنتج عن عدوي فيروسية أو فطرية وبالتالي يظل استخدامه بلا فائدة تذكر, والتفرقة بين الأنواع السابقة تصعب علي المريض فكثير من الأعراض تتشابه ولكن تظل مسبباتها مختلفة, ولعل من أهم صور الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية ارتباطها ببعض العادات الغذائية الشائعة كضرورة تناولها بعد وجبة كاملة, غافلين بذلك تداخلات الأدوية مع الأطعمة بما يقلل أو يزيد من امتصاص الجسم لها. وهو ما ينطبق أيضا علي تناولها مع الألبان والعصائر. بينما يشير المختصون بالشأن الغذائي لنقطة قد تغيب عن البعض وهي بقايا المضادات الحيوية التي تصلنا بطريق غير مباشر بتناول المنتجات الحيوانية والدواجن, والتي تتجمع في أنسجتها ومنتجاتها مسببة تداخلات بالنسبة للمرضي الذين يتعاطون علاجات أخري تظهر في صورة الحساسية وقلة الاستجابة للعلاج الأساسي وربما تكسبه مناعة للمضادات الحيوية بطريقة غير مباشرة. | |
|